يحكي أنه كان في زمن ما ملك و كان عنده في حاشيته وزير هو أهم شيء في حياته وكان الملك لا يقطع أمرا ولا يخطو خطوة إلا برأي الوزير .
وفي يوم من الأيام كانوا في رحلة صيد ورأي الملك غزالا فرماه بسهم لم يصبه في مقتل وأسرع الملك ليدرك الغزال الجريح قبل أن يهرب ورمي بنفسه من فوق حصانه ليلحق بالغزال وفي حركة سريعة وهو يطير من فوق حصانه سحب بيده خنجره ليهوي به فوق الغزال ........
لكن وهو يسحب الخنجر قطع اصبعه وهرب الغزال وهوي الملك من فوق حصانه وأخذ يتلوي من شدة الألم و يبكي لفقد اصبعه واستنجد بوزيره وما كان من الوزير الذي كان حاضرا الموقف إلا أن أمسك بيد الملك الجريحة وأوقف دفق الدم من الجرح وقال للملك:
"خير"
وفجأة.............
نسي الملك ما هو فيه من ألم وفقد وانتبه لكلمة الوزير في هذا الموقف ( خير ) ولم يطل تفكيره ولم يلبث إلا أن قال للوزير :"خير".........ملكك يجرح و يقطع إصبعه و تقول : "خير"! يبدو أنني لم أعرفك إلا اليوم .
أيها الحراس : خذوا هذا الكلب وارموا به في السجن !
مرت أيام وبدأ الملك يشعر بالملل فنديمه وشريكه في كل ساعات أيامه قد أمسي من الأعداء و ترك مكانه فارغا لا يملؤه أحد
وفي ليلة من الليالي خرج الملك دون صحبة أحد من الحاشية راكبا حصانه وترك له العنان دون اكتراث يسير حيث شاء حتي طلع عليه النهار فوجد نفسه في أرض غير الأرض .
في هذه اللحظة خرج عليه أهل هذه الأرض وكانوا من الذين يعبدون الحجارة ويلبسون الجلود فأخذوه أسيرا إلي سيدهم الذي ما إن رآه حتي قال له بحماس : أهلا وسهلا أنت حضرت في وقتك , إن من عادتنا في يومنا هذا الذي نحتفل فيه بكبير آلهتنا أن نقدم رأس أول غريب يطلع علينا قربانا نبتغي به رضا إلهنا .
جن جنون الملك و أخذ يضرب من حوله من الحراس الهمج حتي تعب وسقط أرضا من شدة الإعياء وهنا قال له زعيم مملكة الهمج : لا تعترض فهذه مشيئة إلهنا .
وعندما أدرك الملك أنه لا مفر من المكتوب حاول أن يفدي نفسه فقال لهم خذوا كل ما أملك فأنا ملك وأنا غني وأنا سيد قومي
رد عليه ملك الهمج : لا تحاول رشوتنا فنحن لا نقبل رشوة في حق كبير آلهتنا
وأخيرا استسلم الملك لقدره عاجزا وأخذه الحراس و أضجعوه فوق المذبح وحضر السياف ببلطته الكبيرة لينفذ طقوس القربان الملكي .
تسارعت أنفاس الملك الذي ولسبب ما رفض أن تغمض عيناه , وما أن رفع السياف بلطته ليهوي بها فوق عنق الملك حتي توقف فجأة وقال :
ما هذا ! إن هذا القربان ينقصه إصبع ! إنه قربان فاسد ولا يجوز أن نتقرب إلي كبير آلهتنا بمثل هذا القربان ,قم : أنت لا تصلح قربانا.
عاد الملك من حيث أتي وهو لا يصدق ما حدث كما لا يصدق أنه كتب له النجاة من موت محقق .
وفي غمرة فرحته بنجاته , تذكر كلمة وزيره يوم قطعت اصبعه : "خير" وفهم أخيرا درسا ما .
أصدر الملك أمره لحراسه بإحضار الوزير السجين فأحضروه وهو هادئ ووقف أمام الملك ناظرا إلي الأرض .
وحكي الملك ما حدث له وأردف سرده قائلا : ياوزيري أنا لم أفهم ما قلته إلا اليوم , وأشعر أنك ظلمت وأري أن ما أصابك من شر بسجني لك سببا لكي تتمني علي ما تريد حتي أعوضك عما جري لك .
قال الوزير : سيدي إن ما جري لي هو " خير "
رد الملك مسرعا : حتي هذه أيضا .! فأخبرني كيف ذلك يا وزيري
قال الوزير : لو أنني كنت موجودا معك في يوم أسرك عند هؤلا المجانين لكنت أنا قربانا صحيحا لمعبودهم !
هناك 8 تعليقات:
طبعا خير
بس احنا اللي مستعجلين ومش عارفين الخير ربنا مقدره لنا فين
وامتى
درس جميل من قصه جميله
الدكتور عمرو
الخير في كل شئ يحدث.. أليس كذلك؟
فقط أن نؤمن أن الخير في كل شئ..
مبروك المدونة وأعتقد أن هناك حكيما جديدا يمكنه أن يمدنا ببعض مانحتاجه.. والشكر للعزيز حازم .. فهو من قاد إصبعنا إليك..
خالص تحياتي وحبي
السلام عليكم
مبروك المدونة .. والتواصل الدائم
القصة رائعةوسلسة .. وخير ان شاء الله
تحياتى
خير يا صاحبى .. كله خير إن شاء الله .. المهم أن نبقى على إيماننا بأن كل ما يصيبنا ما كان ليخطأنا خيراً كان أم شراً وما أخطأنا ما كان ليصيبنا خيراً كان أم شراً .. حكيماً كنت يا صاحبى و حكيماً ستظل الى الابد .. تحياتى و أشواقى يا جوهرى
حكمة جميلة يا عمرو
رائع ان نتوسم الخير في كل افعالنا
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
اوقات تكون المصائب سبب قوي وردع مصائب اخري اقوي
في انتظار حكمة جديدة يا عزيزي ننشط بها حياتنا اكثر
وبالتوفيق دائما
انا مش هطول عليك
بس القصه انا عرفاها مسبقا
ومش قادره اقولك القصه دى بالذات غيرت كتير فى حياتى قد ايه
ومواقف عدت عليا كنت بفتكر بيها القصه دى
واقول لنفسى لعله خير
صدق رسولنا لما قال
تفائلوا بالخير تجدوه
بحييك بجد على اختيارك
الأصدقاء الجدد
سعيد بزيارتكم ولو أنني بحاجة لبعض الوقت للتعود علي اجتماعيات هذا العالم الجديد فله خصائص تختلف عما تعودت عليه قبلا
اسكندراني أوي: تعليقك مركز وجميل أشكرك
zain:من فضلك زورني تناي علشان تعرف اني مش حكيم ولا حاجة ومع ذلك انت انسان مجامل و رقيق . أشكرك
الحب الجميل : بارك الله فيك وحياك الله بأجمل التحيات
سيد سعد: أشكرك علي زيارتك ورأيك و أيضا :مجاملتك
لماضة:أشكرك علي جديتك و رقة تعليقك
الجميع: حياكم الله واصبروا علي أنا من زمن توقفت عن الكتابة و أول ما عدت والفضل للغالي حازم عدت في زحمة تكنولوجيا ذكرتني بأني مثل شخص عاد للحياة بعد مائة عام ( مندهش جديد)
عمرو ..أو د.عمرو كما يناديك دز.ين
سعدت بزيارتك وكلماتك لم تكن جافة
طالما النية خير...
أما عن القصة التى أطلعتنا عليها فهى جميلة وهى تذكرنى بقصة قطعة الكيك
والتى لا نستطيع أن نتناول كل مكون منها على حدة دون معالجة ولكن إذا وضعت مع بعضها البعض واكتملت الصورة
كانت قطعة الكيك الجميلة هكذا أقدارنا التى من المؤكد أنها خير طالما من حكيم جليل
نحياتى وتقديرى ومبروك المدونة
إرسال تعليق